26 - 06 - 2024

مدينتي الفاضلة | مين قطع النور عن مين؟!

مدينتي الفاضلة | مين قطع النور عن مين؟!

هجمت علينا موجات ارتفاع حرارة هددت حياة مرضى المنازل وكبار السن، رحل بعض بفضل رحمة ربنا.. لكن، في الظلام يجثم على الأنفس بؤس الغلاء واختناق العجز.. لعلمنا أن الرحمة عدو الرأسمالية.. وفعلا اشتد الحر، فأعلنت حكومتنا مضاعفة ساعات قطع النور حماية لضرائب تجارتها!! ولأن مجلس نوابنا خارج جدول الإظلام، لم يحاسب الحكومة على إعلان قرار طوارئ لدولة تقترض وتبيع.. وهو  قرار إغلاق مبكر للمحلات التجارية والمولات والمقاهي في الثامنة مساء.. إغلاقا إلزاميا مُجرًما لكل ما هو تجاري أسوة بكل دول العالم، لتوفير الإنارة  والراحة والأمان للشعب أولا!!

 الأنشطة النجارية تستهلك ثلثى الطاقة في جمهورية مصر– كتصريح وزراء البترول المصريين-.. مؤكدين أنه ليس لدينا نقص طاقة في مصر.. لكن لدينا سوء إدارة أزمة!! الحكومة تؤدب الشعب المفتري، فاتح المروحة في الحر!! مطلوب من الشعب اللجوء لكافيهات تحت الكبارى المكيفة التي أنهكت ميزانية الدولة، واجب الشعب تنشيط المبيعات!!

الحكومة ملزمة بحماية الأطفال وكبار السن ومرضى المنازل تحت أجهزة التنفس!! الحكومة  ملزمة بالاعتذار والتنحي لسوء إدارة أزماتنا الخانقة.. التهديد برفع الدعم عن الكهرباء، وزيادة تسعيرة الشرائح لإجبار الشعب على الخضوع لإظلام انتقائي أمر شديد الاستفزاز.. لأن ميزانية الدعم من حصيلة ضرائب الشعب!! 

جدول الإظلام الانتقائي إهانة وتعذيب للشعب.. يصيبه بالدونية في وطنه.. إعلانات السكن المليوني تطاردنا في الشوارع والبيوت والتليفونات، بدم بارد!! الاستثمار العقارى لطبقة الأثرياء ينمي إحساسا يتوحش بالغربة داخل الوطن!! من أين للموظف المصري، أو حتى الوزير، بملايين امتلاك شقة لا ينقطع نورها في جنات الجمهورية الجديدة!! من أين؟! 

أمس تصالحت وزارتا الكهرباء والبترول.. تضامنتا في توقيع منشور تم فرضه على وسائل الإعلام، لتهيئة الرأي العام!! وتخفيف أحمال لعنات الشعب على وزارة الكهرباء.. أمسك مسؤولو البترول عن تأكيد عدم وجود أزمة طاقة في كل أنحاء الجمهورية، والمطالبة بالإغلاق المبكر للأنشطة التجارية.. عموم الشعب محدود العلم سريع النكتة، أدرك اتجاه الحكومة للدمج، لكن اختلف حول الأسباب.. المتفائلون قالوا توفير مصاريف إضاءة وتكييف ورواتب موظفي ومستشاري مكاتب سيادتهما بالقاهرة والمقر الساحلى.. والشكاكون قالوا "مش لاقيين وزراء بارعين في المواجهة والاقناع الشعبي"!! والمدعومون قبلوا التضحية، كيف ترى الحكومة مصالح الشعب في الضلمة!! والله أعلم.

المحافظ مختلف عن الوزير في القدرة على المواجهة والتعامل مع الهدف.. لذلك سارع محافظ القليوبية منفردا بممارسة الشفافية على الصفحة الرسمية للمحافظة.. معلنا - كتعليمات الحكومة - مضاعفة فترات الإظلام بسبب موجات الحر، وجهل الشعب بالترشيد!! ونزل بقائمة الارشادات للفئات غير المستثناة  من الإظلام.. ساعتان وتراجع المحافظ!! رفع الشفافية من الصفحة الرسمية، متبعا الطريق الآمن، وهو المباغتة!! الحذر واجب والقدر غادر، والله أعلم.. اللهم أعنّا، وارحمنا وامنحنا من لدنك هواء ونورا.. اللهم يا كريم هبنا حكومة نور مستدام.. آمين.
-----------------------------
بقلم: منى ثابت 

مقالات اخرى للكاتب

مدينتي الفاضلة | مين قطع النور عن مين؟!





اعلان